-->

علامات الساعة

بسم الله الرحمن الرحيم


سنّة الله في الكون

من سن الله -تعالى- في الكون أنّ لكلّ شيء بداية ونهاية، فكلّ شيء أوجده الله -تعالى- كتب له العمر ثمّ الفناء، ومن ذلك الحياة على الأرض التي لها بداية ونهاية، وذُكرت نهاية الأرض والحياة في مواضع كثير من القرآن الكريم؛ منها: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ)،وقد أقسم الله -تعالى- بيوم القيامة حتّى يعلم النّاس أهميّته وحقيقته، فقال: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)،وقد سمّاه الله -تعالى- بعدّة أسماء؛ منها: يوم القيامة ويوم السّاعة والطّامة والصّاخة واليوم الآخر، وقرن الله -تعالى- يوم السّاعة بأشراطٍ وعلاماتٍ فمنها ما ظهر ومنا ما سيظهر؛ لتذكّر بقرب وقوعه ليبقى الإنسان متذكّراً له ومستعداً للقاء الله تعالى؛ ليكون ممّن ينجّيهم الله -تعالى- يوم القيامة .


علامات السّاعة الصغري

هي العلامات التي ظهرت وانقضت أو أنّها ما زالت تظهر في الوقت الحالي، فبعض علامات السّاعة ظهرت وأذنت بقرب يوم القيامة، مثل: بعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (بعثتُ أنا والساعةُ كهذه منْ هذه، أو كهاتينِ، وقرنَ بينَ السبابةِ والوسطى)،وبيان العلامات الصغرى ليوم القيامة وهي:

1-موت النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وذكر ذلك لعوف بن مالك -رضي الله عنه- عندما عدّ أمارات وعلامات قرب السّاعة.
2-ظهور الدّجالون الذين يدّعون النبوّة؛ حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتلَ فئتانِ عظيمتانِ، يكونُ بينهما مقتلةٌ عظيمةٌ، دعوتُهما واحدةٌ، وحتى يُبعثَ دجَّالونَ كذَّابونَ، قريبٌ من ثلاثين، كلُّهم يزعمُ أنَّهُ رسولُ اللهِ).
3-ضياع الأمانة وإسنادها إلى غير أهلها.
4-كثرة القتل والهرج.
5-انتشار الزّنا والفحش والجهل، ورفع العلم وأهله.
6-انتشار المعازف والغناء.
7-رفع وقبض القرآن الكريم من الصدور والمصاحف.
8-تقارب الزّمان وسرعة مروره، فتمرّ السّنة كالشهر، ويمرّ الشهر كالأسبوع واليوم كالسّاعة.
9-انحسار نهر الفرات وظهور ذهب عظيم، فيقتتل النّاس عليه ويهلك من كلّ مئة تسعة وتسعون، فكلّ واحد منهم يرجو أن يكون النّاجي.
10-انتشار موت الفجأة.
11-اتّخاذ المساجد طرقاً، وتزيينها وزخرفتها والتّباهي بها.
12-كثرة الرذائل.
13-انتشار الرّبا والظلم وقول الزور وكتمان الحقّ.
14-عودة بلاد العرب إلى طبيعتها وأنهارها ومروجها الخضراء وكثرة المال فيها.

علامات السّاعة الكبرى

هي آخر علامات السّاعة ظهوراً وهي آخر ما تشهده الحياة الدنيا من أمارات مع قُرْب يوم القيامة، وعددها عشرة كما وردت في الأحاديث النّبوية الشريفة؛ حيث روى حذيفة الغفاريّ أنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- اطّلع عليهم وهم يتذاكرون السّاعة فقال: (إنّها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ؛ فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدّابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى بنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ، وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم)،[٩] فبمجرّد حدوث أولى العلامات فإنّها تتوالى بشكلٍ سريعٍ وملحوظٍ، فقال ابن حجر العسقلانيّ في وصف تتابع ظهور العلامات الكبرى أنّها مثل السلك الذي إذا انقطع تناثر منه الخرز بسرعة، وبيان علامات السّاعة الكبرى وهي:
1-ظهور الدّجّال؛ حيث إنّ الدجّال سيكون فتنةً لمن رآه؛ إذ سيمنحه الله -تعالى- قدرةً استثنائيّةً في إحياء الموتى وإنزال غيث، وسيُفتتن به وبقوّته مَن كان ضعيف الإيمان، وأوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من رأى الدجّال فليقرأ أوائل سورة الكهف.
2-نزول النبيّ عيسى عليه السّلام؛ حيث قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)،وقال عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه- في تفسير الآية السّابقة أنّ عيسى -عليه السّلام- سينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، وقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح: (والذي نفسي بيدِه، ليُوشكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حكماً مقسطاً، فيكسرُ الصليب، ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويفيضُ المالُ حتى لا يقبلَه أحدٌ).
3-خروج يأجوج ومأجوج؛ حيث قال الله -تعالى- في بيان حالهم عند خروجهم: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ*وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ).
4-طلوع الشمس من مغربها؛ حيث قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقومُ السَّاعةُ حتى تطلعَ الشَّمسُ من مغربِها).
5-خروج الدّابة التي تكلّم النّاس؛ حيث إنّ وقتها قريب جداً من طلوع الشّمس من مغربها.
6-ظهور الدُخان؛ والدُخان هو الغبار الكثيف، وتقول عنه العرب دُخاناً، وهو يأخذ بأنفاس الكفّار، أمّا المؤمنين فيأخذهم كالزّكام.

(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *